الأحد، 21 أغسطس 2011

- نبذة عن حياة المجاهد سوداني محمد



ولد سوداني محمد المدعو "حمة سودة" سنة 1919 بتغزوت إحدى قرى سوف ، تعلم بعض من القران، واشتغل في بادي الأمر بالفلاحة ورفع الرمل النشطات المهنية المعتادة ، لكن سرعان ما سافر إلى شلغوم العيد ناحية قسنطينة أين اشتغل بالتجارة وأصبح معروفا هناك .
ولما اندلعت الثورة في أول نوفمبر 1954م، كان سوداني محمد أول من التحق بالثورة في منطقة شلغوم العيد ، وعين من طرف قيادة جيش التحرير كمسؤول لتجنيد الأهالي وجمع الأسلحة، رابط بين الثورة في الجبل والمواطنين داخل المدينة، والتخطيط لبعض العمليات داخل البلدة، لكن سرعان ما أصبح محط الأنظار لدى السلطات الفرنسية .
وفي سنة 1955 اعتقل بتهمة النشاط المعادي للفرنسيين، وبعد فترة قصيرة أفرج عنه بعد عدم إثبات إدانته ، ثم قام بتغيير مقر سكنه بطلب من قيادة جيش التحرير حيث ذهب ناحية منطقة تقرت وسكن في بلدة تماسين، كما قام بشراء محل تجاري بسيدي بوعزيز.

وتغير عمل محمد حيث أصبح يتاجر بشاحنته بإحضار القمح إلى مناطق سوف ورقلة ونقل التمور إلى المناطق الشمالية من القطر الجزائري ، وعين من طرف جيش التحرير كنائب للشهيد نصرات حشاني احد مسؤولي المنطقة آنذاك وهذا سنة 1956م ، وأصبح عمله يتمثل في نقل الأسلحة إلى الجزائر ومناطق بوسعادة والجلفة وغيرها، وكذلك نقل المجاهدين من الجنوب إلى الشمال بشاحنته حيث كان يخبئ الأسلحة داخل صناديق التمر، أما المجاهدين فبعد شحن الشاحنة بصناديق التمر يترك لهم مكان وسط الحمولة ،وامتد عمله بهذه الوتيرة مدة حوالي عامين لكن سرعان ما أصبح مراقبا في هذه المنطقة أيضا أي منطقة تقرت، وصار من المطلوبين بعد حادثة رمضان واكتشاف المنضمة السرية بالوادي.

وفي احد الأيام بينما كان محمد مجتمعا في سكنه بتماسين مع بعض المجاهدين، حيث كانت هذه الاجتماعات الدورية تعقد مرتين في الشهر، وذلك لربط قرارات الجبهة مع المدنين من مسجلين جدد، ومن إجراءات في بعض الأشخاص الذين يعملون ضد الثورة ، وكانت بالقرب من المنزل دورية للجيش الفرنسي تقتني آثار بعض المجاهدين حيث كانوا يفتشون البيوت ، فعندما طرق هؤلاء باب المنزل فر محمد مع هؤلاء المجاهدين من فتحة خلف المنزل اتخذها لهذا السبب وذلك لفطنته وذكائه ، فلما دخل الجنود الفرنسين إلى المنزل لم يجدوا شيئا ، وفي هذا اليوم بالذات من سنة 1957م احرق محله بسيدي بوعزيز ، وخرب منزله واهين أفراد عائلته واختفى محمد عدة أيام ثم هرب في شاحنة إلى الجلفة، وكان مخبأ داخل صندوق احتوى على قطع غيار للشاحنات والسيارات، ومكث في الجلفة حوالي سنة ثم انتقل الى وهران، واستقر هناك وبقي يعمل مع جيش التحرير إلى الاستقلال، وأكمل حياته في منطقة الجلفة التي استقر بها رفقة ابنه الوحيد "عبد العزيز " وعدة بنات. توفي محمد سنة 1992م.

هناك تعليق واحد:

  1. اولا اشكر الذي ساهم في تحرير هذه الاسطر المتواضعة في حق ذاك المجاهد الصنديد رحمة الله عليه .
    ثانيا انه فعلا كان بطلا وجادا في كل الامور وهذا ما لاحظته انا شخصيا منه وما يشهد له به الكثير ممن شاركوه ايام الجهاد خلال الثورة من مجاهدي مدينة تقرت اللذين يعرفونه عز المعرفة رحمك الله يا يا ايها الخال البطل و الحنون .

    ردحذف